يقول ابن رشد "اللغة جزء من المعتقد" فهي التي تعبر عن هوية الإنسان وكيانه وهي التي تشكل تطلعاته و آماله ، ومن لا لغة له لاهوية وله ولا جذور .
وللأسف الشديد فنحن اليوم لم نتخلى عن لغتنا فقط وإنما تخلينا عن ثقافتنا ونمط تفكيرنا، فترى الواحد منا يتكلم بالعربية ولكن بخلفية ثقافية غربية محضة ، فلا يبقى للغة إذ ذاك مسوغ للوجود.
لكن ومع ذالك لا يجب أن نسلم بأن اللغة انقرضت وان اعتراها بعض الغبار ، لأن اللغة العربية تملك مقومات حياتها واستمرارها كما أنها رقم صعب لا يمكن تجاوزه بهذه السهولة، نظرا لما حققته من تراكم تاريخي ليس بالهين، ولا ننسا أنها قادت الحضارة ردحا من الزمن، وما الضعف الذي تبدو عليه حاليا إلا نتيجة التخلف العام الذي نعيشه على جميع المستويات ، السياسية والاقتصادية والثقافية...وهلم جرا وهي طبعا من مخلفات الاستعمار الذي خرج من الباب ليدخل عبر النافذة.
لكن في المقابل أليست اللغة بماتحمله من ارث تاريخي عنصرا غير مساعد على التقدم؟ الا تعاني اللغة العربية من انسداد الافق وتحجر الإطار المعرفي ؟ فتجابه كل محاولة تجديد بسيل من المصطلحات المكررة "أصل الصيغة" "أصل المصدر" " مرحلة رسوخ" "الدخيل" المعرب" "المهجور" وكأنها احكام قيمة تنتصب عقبة كأداء أمام عالم لا يعترف بالحواجز الثقافية.
كيف ترى مستقبل اللغة العربية في ظل المتغيرات الحالية وهل هي فعلا قادرة على المواكبة؟
هل المشكل في اللغة أم في حاملها؟
أنتظر تفاعلكم مع الموضوع من اجل تطويره نحو الأحسن