عدد المساهمات : 43 تاريخ التسجيل : 13/04/2011 العمر : 48 الموقع : chtaiba_jamal.maktoobblog.com
موضوع: الفرزدق يمدح زين العابدين بن علي الإثنين 30 أبريل 2012 - 18:45
[font=Arial
الفرزدق شاعر من العصر الأموي ، وهو ثالث ثلاثة بالإضافة إلى جرير والأخطل، أنشؤوا مدرسة شعرية جديدة سميت بالنقائض، هذا النموذج الشعري الجديد هو عبارة عن معارك شعرية، يهجو الشاعر خصمه، ويمدح نفسه وأهله وعشيرته. ومن العجب أن جريرا؛ العدو اللدود للفرزدق، كما يتضح من شعرهما، يرثي هذا الأخير حين موته بقصيدة يمدحه فيها، ويعدد خصاله الحميدة، ومناقبه الجمة، من جملة ما يقول فيها: لعمري لقد أشجي تميمـاً وهدها......... على نكبات الدهر موت الفرزدق لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي....... إلي كل نجم فـي السمـاء محلـقِ وهي شهادة تظهر مكانة الفرزدق، وعظم شأنه عند الخصوم، بله الأصدقاء، فهو شاعر فصيح بليغ، جزل الأسلوب، دقيق الصياغة، رقيق الألفاظ، حر المعاني، مقدم عند الملوك والخلفاء، يدخل عليهم بغير استئذان كما يقول عنه غريمه جرير: تفتح أبواب الملوك لوجهه بغير حجاب دونه أو تملُقِ لكن رغم ذلك فإن شاعرنا الفرزدق كان قلبه هاشمي الهوى كما يقولون، لم يكن أمويا رغم ما كان يحظى به من الوجاهة عند بني أمية، وهي مخاطرة كبرى؛ أن يأكل المرء في قصر الأمويين، ويكون قلبه معلقا بحب آل البيت، مخاطرة لن يجرؤ على مثلها إلا الفرزدق. وبعتبر الإمام علي بن الحسين المعروف بزين العابدين و السجاد، من أقران الفرزدق، إذ قد ولدا في سنة 38 هـ، غير أن الفرزدق طال به العمر إلى 110هـ، في حين كان نصيب زين العابدين من السنين أقل بكثير، شأنه في ذلك شأن عامة أهل البيت، الذين لا يطول عمرهم عادة، فيموتون بالصدفة عمدا بتعبير الشاعر المعاصر أحمد مطر. تقول المصادر الأدبية والتاريخية أن هشام بن عبد الملك بن مروان حج ذات عام، فلم يتمكن من استلام الحجر من شدة الزحام، فنصبوا له منبرا، وطاف به أهل الشام، وبينما هم كذلك إذ أقبل علي بالحسين، فانشقت له جموع الحجيج، وتسارع الناس إلى إفساح الطريق له؛ هيبة منه، وتعظيما لقدره، فقال رجل من أهل الشام من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال هشام: من يكون هذا، لا أعرفه؟ لكن الفرزدق كان حاضرا، ليجيبهم بالرد الذي أفحمهم جميعا، لقد كانوا في سعة من أمرهم، فلما أخذوا في سيرة زين العابدين، جاءهم الرد المدوي؛ الكلام الفصل، والجواب الذي زلزل قلوبهم الخاوية، تقولون من هذا؟! ألا تعلمون من هذا؟! هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم هذا بن خير عباد الله كُـلُّهــــــمُ هذا التقي النقي الطاهرُ العلم هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهله بجده أنبياء الله قد ختموا وليس قولك : منْ هذا؟ بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم سهل الخليقة، لاتخشى بوادره يزينه اثنان: حِسنُ الخلقِ والشيم ما قال: لا قط ، إلا في تشهده لولا التشهّد كانت لاؤه نـعم عـمَّ البرية بالاحسان، فانقشعت عنها الغياهب والاملاق، والعدم اذا رأتــــه قريش قــال قائلهــــا الى مكارم هذا ينتهي الكرم يُغضي حياءً، ويغضي من مهابته فما يكلـُّم الا حين يبتســم مشتقة من رسول الله نبعتـــــه طابت مغارسه والخيم والشـيم ينشق ثوب الدجى عن نور غرته كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم من معشرٍ حبهم دينٌ وبغضهم كفرٌ وقربهم منجى ومعتصـم مقـدّمٌ بعد ذكر الله ذكرهــــــم في كِلّ بدءٍ ومختوم به الكـلم إن عـدَّ اهل التقى كانوا ائمتهم أو قيل من خير أهل الارض؟ قيل: هم