منتديات التوحيد والإصلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يفتح هذا المنتدى المجال للتواصل والتعارف وتبادل الآراء والتجارب في مجال الدعوة بين أعضاء حركة التوحيد والإصلاح ومتعاطفيها وزوارها الكرام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» دورة تدريب المدربين بجهة القرويين الكبرى
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2013 - 7:18 من طرف جمال اشطيبة

» إضاءات حول الأسرة في محاضرة للدكتورة عتيقة الملوكي بتيسة
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_icon_minitimeالإثنين 11 مارس 2013 - 21:33 من طرف جمال اشطيبة

» لجنة العمل الشبابي بفاس تنظم حفل العضوية للمنخرطين الجدد
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_icon_minitimeالأربعاء 6 مارس 2013 - 7:43 من طرف مهاجرة

» تأثير الانترنت على الطفل
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_icon_minitimeالأحد 3 مارس 2013 - 18:03 من طرف abou_imane

» كتاب جديد لمحمد الحمداوي بعنوان: في العلاقة بين الجماعة والحزب"
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_icon_minitimeالأحد 3 مارس 2013 - 17:57 من طرف abou_imane

» الملتقى الشبابي الأول بالناظور
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_icon_minitimeالأربعاء 13 فبراير 2013 - 17:52 من طرف abou_imane

» المركز المغربي لتنمية الكفاءات بتاونات
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_icon_minitimeالأحد 13 يناير 2013 - 15:35 من طرف جمال اشطيبة

» سطح مكتب يصبح ثلاثي الأبعاد...شاهدوا
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_icon_minitimeالسبت 5 يناير 2013 - 12:32 من طرف مهاجرة

» لقاء تواصلي لمكتب جهة القرويين الكبرى بتاونات
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_icon_minitimeالسبت 5 يناير 2013 - 12:29 من طرف مهاجرة

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
abou_imane
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_rcapدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_voting_barدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_lcap 
زهرة الاسلام سارة
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_rcapدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_voting_barدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_lcap 
مهاجرة
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_rcapدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_voting_barدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_lcap 
مسلم وأفتخر
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_rcapدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_voting_barدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_lcap 
alfajro_lbassim
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_rcapدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_voting_barدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_lcap 
جمال اشطيبة
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_rcapدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_voting_barدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_lcap 
أبو عبيد الله
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_rcapدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_voting_barدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_lcap 
bifidus
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_rcapدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_voting_barدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_lcap 
mohammed
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_rcapدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_voting_barدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_lcap 
فصبر جميل
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_rcapدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_voting_barدرس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_vote_lcap 
تصويت

 

 درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلم وأفتخر

مسلم وأفتخر


عدد المساهمات : 60
تاريخ التسجيل : 19/01/2011

درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة Empty
مُساهمةموضوع: درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة   درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة I_icon_minitimeالسبت 24 ديسمبر 2011 - 11:22



من مشاهد يوم القيامة


من خلال قوله تعالى:
{ فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } * { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } * { وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } * { سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ } * { لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }



    

تقديم:


إن فكرة " العالم الآخر" عميقة في الضمير البشري. ينظر الإنسان فيرى عمره محدودا، ورحلته على الأرض قصيرة، والخير والشر يصطرعان، وكثيرا ما ينتصر الشر على الخير والرذيلة على الفضيلة، والفرد - يشهد الفعل ولا يرى ردة الفعل. أيكون مصير الإنسان -هو الذي عمر الأرض - كمصير أي حشرة زاحفة أو حيوان بسيط أو طائر لا وزن له!، ثم ينتهي كل شيء!. من هذه الينابيع تفجرت في الضمير الإنساني فكرة "العالم الآخر" والثواب والعقاب.
جاء القرآن الكريم ليعتني بمشاهد القيامة والبعث والحساب والنعيم والعذاب ، فلم يعد ذلك العالم الآخر موصوفا فحسب بل مصورا محسوسا وحيا متحركا وبارزا شاخصا، يعيش فيه المسلمون حياة كاملة يروا مشاهده ويتأثروا بها وتخفق له قلوبهم ، وتقشعر منه جلودهم، ويرف إليهم من الجنة نسيم، ويلفحهم من النار شواظ، وباتوا يعرفون هذا العالم تمام المعرفة، وهم على كوكبهم الأرضي في حياتهم الدنيا لم يغادروه بعد.
عالم بسيط كل البساطة، واضح تمام الوضوح: موت ومن ثم بعث، ثم حساب فنعيم وعذاب. الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم الجنة وحسن ثواب، والذين كفروا وكذبوا بلقاء الله لهم النار بما فيها من جحيم. لا اختلال في موازين العدالة، ولا شفاعة ولا فدية من عذاب." فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" ، " يوم لا يجزي والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا".
ولكن هذه الحقيقة البسيطة الواضحة تمام الوضوح تعرض في صور شتى، وترتسم في عالم كامل، حافل بالمشاهد، غني بالدلالات. تتراءى في عشرات الأشكال والأوضاع والسمات. وتؤلف ملامح فنية رائعة. تتملأ النفس ويستغرق فيها الحس، وتضيف إلى الثروة الأدبية صفحات مفردة لا شبيه لها ولا مقال. تتعدد صور المشاهد دون أي نوع من التكرار. كل مشهد يختلف عن سابقه في كلياته أو جزئياته، نوع من الإعجاز شبيه بخلق الناس!. كلهم ناس، ولكن لكل سحنة وسمة، في هذا المتحف الإلهي العجيب.

وتجمع هذه المشاهد كلها سمة واحدة: إنها مشاهد حية، لا معاني مجردة، مشاهد حافلة بالمشاعر والانفعالات. كلها حاضرة تراها العين وتحسها النفس، مشهد بدايته الحياة ونهايته في الحياة، فيقطع الرحلة الطويلة في لحظات، ومرة يريك الدنيا والآخرة حاضرتين معا، ومرة يبدأ بقصة تقع في الدنيا فإذا نهايتها في الآخرة، ومرة يتحدث عن الدنيا كأنها ماض والأخرى الحياة الآن.. وهكذا تلتقي هذه الألوان من التعبير عند استحضار المشهد وإحياؤه كأنما هو مشهد محسوس.
حديثنا اليوم يأتي عن لون من هذه الألوان ومشهد من هذه المشاهد، الواقع في أواخر سورة إبراهيم وهي سورة مكية وعدد آياتها 54. سورة اعتنت في عمومها بالحديث عن أصول العقيدة الكبرى وما يتعلق بالوحي والرسالة والبعث والحساب والجزاء وتنقسم السورة إلى مقطعين متماسكي الحلقات :
المقطع الأول يتضمن بيان حقيقة الرسالة وحقيقة الرسول . ويصور المعركه بين أمة الرسل وفرقة المكذبين في الدنيا وفي الآخرة . والمقطع الثاني يتحدت عن نعم الله ، والذين كفروا بهذه النعمة وبطروا . والذين آمنوا بها وشكروا ونموذجهم الأول هو إبراهيم . ويصور مصير الظالمين الكافرين بنعمة الله في سلسلة من أعنف مشاهدالقيامة وأجملها وأحفلها بالحركة والحياة ..

- قوله تعالى : { فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } * { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}


في شرح الإمام السيوطي لهذه الآية قال:{ فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ } بالنصر { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ} غالب لا يعجزه شيء { ذُو ٱنتِقَامٍ } ممن عصاه. بمعنى أن الله تعالى يقول مقرراً لوعده ومؤكداً:{ فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ}أي: من نصرتهم في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد، ثم أخبر تعالى أنه ذو عزة، لا يمتنع عليه شيء أراده، ولا يغالب، وذو انتقام ممن كفر به وجحده. فالله تبارك وتعالى لا يدع الظالم يفلت، ولا يدع الماكر ينجو.. وكلمة الانتقام هنا تلقي الظل المناسب للظلم والمكر، فالظالم الماكر يستحق الانتقام، وهو بالقياس إلى الله تعالى يعني تعذيبهم جزاء ظلمهم وجزاء مكرهم، تحقيقاً لعدل الله في الجزاء.
ولهذا قال: { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَـٰوَٰتُ } أي: وعده هذا حاصل يوم تبدل الأرض غير الأرض، وهي هذه، على غير الصفة المألوفة المعروفة، كما جاء في الصحيحين من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقيّ، ليس فيها مَعْلَم لأحد " وقال الإمام أحمد: عن عائشة: أنها قالت: أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَـٰوَٰتُ } قالت: قلت: أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: " على الصراط " ، رواه مسلم
وفي تفسير الطبري ذكر أن معنى الآية اختلف فيه على رأيان:
1- الرأي الأول: يقول أن معنى ذلك: يوم تبدّل الأرض التـي علـيها الناس الـيوم فـي دار الدنـيا غير هذه الأرض، فتصير أرضاً بـيضاء كالفضة.
روي عن علي وابن عباس وأنس بن مالك ومجاهد بن جبر: أنها تبدل يوم القيامة بأرض بيضاء من فضة. وعن علي رضي الله عنه أنه قال: تصير الأرض فضة والسموات ذهباً.
2- الرأي الثاني: قال به آخرون أن الأرض تبدل نارا. قال عبد الله بن مسعود: الأرض يوم القيامة كلها نار، والجنة من ورائها، ترى كواعبها، وأكوابها، ويلجم الناس العرق، أو يبلغ منهم العرق، ولم يبلغوا الحساب. وقال الأعمش أيضاً عن المنهال بن عمرو عن قيس بن السكن قال: قال عبد الله: الأرض كلها نار يوم القيامة، والجنة من ورائها ترى أكوابها وكواعبها، والذي نفس عبد الله بيده إن الرجل ليفيض عرقاً حتى ترسخ في الأرض قدمه، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه، وما مسه الحساب، قالوا: مم ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: مما يرى الناس ويلقون.
وقال أبو جعفر الرازي عن كعب في قوله: { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَـٰوَٰتُ } قال: تصير السمٰوات جناناً، ويصير مكان البحر ناراً، وتبدل الأرض غيرها. وفي الحديث الذي رواه أبو داود: " لا يركب البحر إلا غاز أو حاج أو معتمر، فإن تحت البحر ناراً أو تحت النار بحراً " وفي حديث الصور المشهور المروي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يبدل الله الأرض غير الأرض، والسمٰوات، فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي، لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً، ثم يزجر الله الخلق زجرة، فإذا هم في هذه المبدلة "
وقوله: { وَبَرَزُواْ لِلَّهِ } أي: خرجت الخلائق جميعها من قبورهم لله { ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } أي: الذي قهر كل شيء وغلبه، ودانت له الرقاب، وخضعت له الألباب.
قال أحدهم : سبحان من قهر عباده بالموت، مهما علا الإنسان لابدّ من أن يموت.
يقول سيد قطب رحمه الله في هذه الآية:" { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات }..ولا ندري نحن كيف يتم هذا، ولا طبيعة الأرض الجديدة وطبيعة السماوات، ولا مكانها؛ ولكن النص يلقي ظلال القدرة التي تبدل الأرض وتبدل السماوات؛ في مقابل المكر الذي مهما اشتد فهو ضئيل عاجز حسير.
وفجأة نرى ذلك قد تحقق:{وبرزوا لله الواحد القهار } وأحسوا أنهم مكشوفون لا يسترهم ساتر، ولا يقيهم واق. ليسوا في دورهم وليسوا في قبورهم. إنما هم في العراء أمام الواحد القهار.. ولفظة { القهار } هنا تشترك في ظل التهديد بالقوة القاهرة التي لا يقف لها كيد الجبابرة. وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال."


- قوله تعالى: { وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } * { سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ } * { لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }


يقول تعالى: { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَـٰوَٰتُ } وتبرز الخلائق لديانها، ترى يا محمد يومئذ المجرمين، وهم الذين أجرموا بكفرهم وفسادهم { مُّقَرَّنِينَ} أي: بعضهم إلى بعض، قد جمع بين النظراء أو الأشكال منهم، كل صنف إلى صنف، كما قال تعالى:{ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَٰجَهُمْ } (الصافات: 22) وقال:{ وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ} (التكوير: 7) والأصفاد هي القيود، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير ووغيرهما وهو مشهور في اللغة.
- وقوله:{سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ} أي: ثيابهم التي يلبسونها من قطران، وهو الذي تهنأ به الإبل، أي: تطلى، قال قتادة: وهو ألصق شيء بالنار. ويقال فيه: قطِران، بفتح القاف وكسر الطاء وتسكينها، وبكسر القاف وتسكين الطاء. وكان ابن عباس يقول: القطران هنا: النحاس المذاب، وربما قرأها: { سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ } أي: من نحاس حار قد انتهى حره.
وبهذه القراءة: أعنـي بفتـح القاف وكسر الطاء وتصيـير ذلك كله كلـمة واحدة، قرأ ذلك جميع قرّاء الأمصار، وبها نقرأ لإجماع الـحجة من القرّاء علـيه. وقد رُوي عن بعض الـمتقدمين أنه كان يقرأ ذلك: «مِنْ قَطْرٍ آنٍ» بفتـح القاف وتسكين الطاء وتنوين الراء وتصيـير «آن» من نعِته، وتوجيه معنى «القَطر» إلـى أنه النـحاس ومعنى «الآن» إلـى أنه الذي قد انتهى حرّه فـي الشدّة.
قيل: أي أن جلودهم أصابها الجَرَب وهو من أبشع أمراض الجلد، ودواء الجَرَب القطران وهو من أسوأ الأدوية، له ريحٌ نتن ومنظرٌ قبيح ..
- وقوله: {وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمْ ٱلنَّارُ} كقوله:{ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَـٰلِحُونَ } (المؤمنون: 104) وقال الإمام أحمد رحمه الله: عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أربع من أمر الجاهلية لا يُتْرَكن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت، والنائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب " انفرد بإخراجه مسلم.
قال الطبري في تفسيره : وقوله: { وتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ } يقول: وتلفَحُ وجوههم النار فتـحرقها { لِـيَجْزِيَ اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ } يقول: فعل الله ذلك بهم جزاء لهم بـما كسبوا من الآثام فـي الدنـيا، كيـما يثـيب كلّ نفس بـما كسبت من خير وشرّ، فـيَجْزِي الـمـحسن بإحسانه، والـمسيء بإساءته. { إنَّ اللّهَ سَرِيعُ الـحِسابِ } يقول: إن الله عالـم بعمل كلّ عامل، فلا يحتاج فـي إحصاء أعمالهم إلـى عقد كفّ ولا معاناة، وهو سريع حسابه لأعمالهم، قد أحاط بها علـماً، لا يعزب عنه منها شيء، وهو مـجازيهم علـى جميع ذلك صغيره وكبـيره.
والنار في القرآن تطلع على الأفئدة، على القلوب، أي أن أشرف عضوٍ باطني هو القلب، تصله النار، ويصاب الوجه وهو أشرف عضوٍ ظاهري، قد تصاب يد الإنسان بمرض الموات فتُقْطَع، تصاب رجله فتقطع، أما إذا أُصيب رأسه هل يُقْطَع؟ إذا قُطِعَ رأسه انتهى، لأن الله سبحانه وتعالى جعل في الرأس أشرف الأجهزة؛ الدماغ، والسمع، والبصر، والنطق، هذا العضو المُكَرَّم تلفحه النار ..

- وقوله: { لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ } أي: يوم القيامة كما قال: {لِيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ بِمَا عَمِلُواْ } (النجم: 31)



{ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } يحتمل أن يكون كقوله تعالى:{ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَـٰبُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } (الأنبياء:1) ويحتمل أنه في حال محاسبته لعبده سريع النجاز؛ لأنه يعلم كل شيء، ولا يخفى عليه خافية، وإن جميع الخلق بالنسبة إلى قدرته كالواحد منهم. وهذا معنى قول مجاهد: { سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } إحصاء، ويحتمل ان يكون المعنيان مرادين، والله أعلم.
يقول سيد قطب: " ثم ها نحن أولاء أمام مشهد من مشاهد العذاب العنيف القاسي المذل، يناسب ذلك المكر وذلك الجبروت: {وترى المجرمين يومئذ مقرّنين في الأصفاد سرابيلهم من قَطران وتَغشى وجوههم النار }. فمشهد المجرمين: اثنين اثنين مقرونين في الوثاق، يمرون صفاً وراء صف.. مشهد مذل دال كذلك على قدرة القهار. ويضاف إلى قرنهم في الوثاق أن سرابيلهم وثيابهم من مادة شديدة القابلية للالتهاب، وهي في ذات الوقت قذرة سوادء.. { من قطران }.. ففيها الذل والتحقير، وفيها الإيحاء بشدة الاشتعال بمجرد قربهم من النار!
{وتغشى وجوههم النار }فهو مشهد العذاب المذل المتلظي المشتعل جزاء المكر والاستكبار.. {ليجزي الله كل نفس ما كسبت. إن الله سريع الحساب }ولقد كسبوا المكر والظلم فجزاؤهم القهر والذل. إن الله سريع الحساب. فالسرعة في الحساب هنا تناسب المكر والتدبير الذي كانوا يحسبونه يحميهم ويخفيهم، ويعوق انتصار أحد عليهم. فها هم أولاء يجزون ما كسبوا ذلاً وألماً وسرعة حساب!

- قوله تعالى"{ هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }


يقول تعالـى: هذا القرآن بلاغ للناس، أبلغ الله به إلـيهم فـي الـحجة علـيهم، وأعذر إلـيهم بـما أنزل فـيه من مواعظه وعبره.
- { وَلِـيُنْذَرُوا بِهِ } بمعنى: ولـينذروا عقاب الله، ويحذروا به نقماته، أنزله إلـى نبـيه صلى الله عليه وسلم.
- { وَلِـيَعْلَـمُوا أنَّـمَا هُوَ إلهٌ وَاحِدٌ } يعني: ولـيعلـموا بـما احتـجّ به علـيهم من الـحجج فـيه أنـما هو إله واحد، لا آلهة شتـى، كما يقوله الـمشركون بـالله، وأن لا إله إلاَّ هو الذي له ما فـي السموات وما فـي الأرض، الذي سخر لهم الشمس والقمر واللـيـل والنهار وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لهم، وسخر لهم الفُلك لتـجري فـي البحر بأمره وسخر لهم الأنهار.
- {وَلِـيَذَّكَّرَ أُولُوا الألْبـابِ } ولـيتذكر فـيتعظ بـما احتـجّ الله به علـيه من حججه التـي فـي هذا القرآن، فـينزجر عن أن يجعل معه إلهاً غيره، ويُشْرِك فـي عبـادته شيئاً سواه أهلُ الـحجى والعقول، فإنهم أهل الاعتبـار والادّكار، دون الذين لا عقول لهم ولا أفهام، فإنهم كالأنعام بل هم أضلّ سبـيلاً.
وفي النهاية تختم السورة بإعلان عام جهير الصوت، عالي الصدى، لتبليغ البشرية كلها في كل مكان غاية أساسية هي أن تعلم { أنما هو إله واحد }.

والحمد لله رب العالمين


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
درس التفسير..من مشاهد يوم القيامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات التوحيد والإصلاح :: قسم: التوحيد والإصلاح..نهضة وفلاح :: وثائق وبرامج الحركة :: مجالس تربوية-
انتقل الى: