مهاجرة
عدد المساهمات : 63 تاريخ التسجيل : 06/01/2011
| موضوع: حصلت على وظيفة بالرشوة والواسطة.. وندمت.. هل مالي حرام.. هل من توبة؟ الجمعة 18 نوفمبر 2011 - 9:44 | |
| حصلت على وظيفة بالرشوة والواسطة.. وندمت.. هل مالي حرام.. هل من توبة؟ الاستشارة: ترشحت لمباراة للتوظيف وقمت بالاستعانة بالواسطة والمال من أجل الحصول على هذه الوظيفة، علما أن هذه المباراة تمر بثلاث مراحل: المرحلة الأولى يتم انتقاء المترشح لهذه المباراة حسب العلامة التي حصل بها على الشهادة التي تخوله اجتياز هذا الامتحان، وقد تم انتقائي دون واسطة. وفي المرحلة الثانية وهو الاختبار الكتابي لدي شك في أنه تم التدخل حتى أنجح. أما المرحلة الثالثة وهي الاختبار الشفوي فأنا متأكد أنه تم التوسط لنجاحي. فهل ما قمت به حرام وإن كنت لا أعلم من هم أكثر كفاءة مني لأن عدد المترشحين كبير ولا أعلم ما إذا كان الجميع استعمل الواسطة. فكيف لي معرفة إذا ما كنت ظلمت أحدهم. وإن كان كذلك فهل مرتبي كذلك حرام أم أنه حلال ما دمت كفئا وأؤدي واجبي. أنا في حيرة من أمري أجيبوني بسرعة جزاكم الله خيرا.
جواب الدكتور أحمد كافي أستاذ التعليم العالي للدراسات الإسلامية/ البيضاء
أما أن هذا حرام فقطعا لا شك في ذلك، فالرشوة لأخذ مناصب محددة تتبارى عليها مجموعة من المترشحين دليل على ظلمك لهم. وإذا كنت تريد منا الإجابة بسرعة، فالأولى أن تسألنا قبل أن تقدم على فعل الحرام، أما بعد فعلك له، فالأمر في غاية الغرابة عند الكثيرين ممن يقدمون على الحرام وهم يعلمون أنه كذلك، ثم إن ضمائرهم لا ترتاح لما أقدموا عليهم، فيعذبهم ما عندهم من الثقافة الدينية التي ترفض كبائر السيئات والتي منها دفع الرشوة أو أخذها أو التوسط فيها كما صح عن أبي هريريرة رضي الله عنه قال:" صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِي"(رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح أبي داود).
ولو أردت ان تعلم ويعلم الآخرون من هو الأكثر كفاءة لتركوا للنزاهة بابا مشرعا لا يتدخلون في ذلك بتلويثها بمعصية الوسائط المحرمة. وليس من حق القادم على مثل هذه المباريات أن يقول: إنني لا أعلم ما إذا كان الجميع قد استعمل الواسطة أو لم يستعملها؟ فإنه لو قاموا بها جميعا أو لم يقوموا بها أو قام بها البعض وتركها غيرهم، فذلك كله لا يجيز للمسلم المحرمات اعتمادا على هذه الأسوة الفاسدة أن يتخذهم قدوة له في انتهاك المعاصي.
وقد روى حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن، وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا" (سنن الترمذي). وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: أغد عالما أو متعلما، ولا تكونن إمعة.
إن مجرد التورط في الحرام في مثل هذه النازلة يؤكد ظلمين: الأول: ظلم النفس بانتهاك ما حرم الله تعالى. الثاني: ظلم الغير بأخذ حقهم لو كانت النزاهة.
وكل معصية عند علماء الاسلام تلزمها التوبة إلى الله تعالى منها، ومن شروط التوبة عندهم: الإقلاع عن الذنب، يقول ابن عاشر: وتوبة من كل ذنب يجترم ***** تجب فورا مطلقا مع الندم
ويعد الاستمرار في العمل الملوث بمعصية الرشوة والوساطة تأكيدا لعدم التوبة وعدم الإقلاع عن المعصية.
وبعض أهل العلم رأى أن الاحسان في العمل وإتقانه مع الندم وعدم العودة إلى هذا المعصية يجعل راتبه الذي يتقاضاه لا حرج عليه فيه. والله أعلم.عن موقع الإصلاح | |
|