مسلم وأفتخر
عدد المساهمات : 60 تاريخ التسجيل : 19/01/2011
| موضوع: الاحتفال بعودة الحجاج الإثنين 7 نوفمبر 2011 - 8:17 | |
| الاحتفال بعودة الحجاج
تعودنا عند عودة أي حاج من سكان الحي أن نجمع نحن الجيران مبلغا ماليا فيما بيننا ونشتري به بعض المواد الغذائية مثل السكر والزيت والطحين وغير ذلك، ونقدمه هدية إلى أسرة الحاج بمناسبة أدائه لهذه الفريضة. فهل في هذه العادة التي دأبنا عليها نحن الجيران ما يخالف الشرع الإسلامي؟
الأصل في أمور العادات هو الإباحة حتى يأتي ما يدل على المنع، والشرع هنا لا يمنع، بل نصوصه تسير في اتجاه الاحتفاء بالحاج واستقباله عند العودة، فذلك من حق المسلم على أخيه، وهو من التباذل والتزاور والتجالس الذي يكون بين المسلمين، ولا بأس أن يقيم للناس وليمة ويطعمهم ويتحفهم بتمر المدينة وماء زمزم أوما تيسر، غير أن هذا كله ليس واجبا عليه، وعلى الحاج أن يحذر من العجب والرياء فيفسد ثوابه، وإذا أتاه الناس فليحدثهم بما يحبب إليهم تلك الديار المقدسة، وما رأى من خير نشره، وما ترك من سوء ستره؛ فيقوم بالدعوة إلى الله تعالى طيلة أيام الاستقبال والزيارة.
وهذه المناسبة معدودة من مناسبات الفرح، فإن سفر الحاج وأداءه للحج وعودته سالما من النعم التي يحق له ولأهله أن يفرحوا بها و إظهار الفرح يكون بالإطعام والزيارة، لكن يتجنب ماهو محذور من الأفراح مثل تزين النساء وتبرجهن أمام الأجانب من الرجال أو استدعاء الأجواق الموسيقية والسهر وتضييع الصلوات وإزعاج الجيران.
وقد نذرت امرأة في المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إن عاد عليه السلام من سفره سالما أن تضرب بالدف فقال لها أن تفي بنذرها، وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما رجع من حج أو عمرة ذبح لأصحابه بقرة فأطعمهم، ولسنا بحاجة أصلا إلى أثر من فعل النبي صلى الله عليه، فكثير من لنصوص العامة تأمر المسلمين أن يتزاوروا ويتكافلوا ويتفقد بعضهم بعضا في الأفراح والأحزان من غير إسراف أو تبذير، ومن غير وقوع في الحرام، والعرف إذا لم يخالف الشرع لاينهى عنه.
محمد عز الدين توفيق عن جريدة التجديد | |
|