alfajro_lbassim
عدد المساهمات : 47 تاريخ التسجيل : 07/01/2011
| موضوع: ''صلاح الدين'' في ''الجزيرة الأطفال'' ليس ''أيوبيا''! الخميس 13 يناير 2011 - 5:35 | |
| ''صلاح الدين'' في ''الجزيرة الأطفال'' ليس ''أيوبيا''! توقفت مؤخرا حلقات مسلسل الرسوم المتحركة ''صلاح الدين البطل الأسطورة'' الذي تبثه قناة ''الجزيرة للأطفال'' كل أسبوع، بعد 13 حلقة مصورة تمثل الجزء الأول لهذا المسلسل، في انتظار إنطلاق جزئه الثاني الذي سيحمل المزيد من المشاهد والمواقف التي تحصل مع بطل هذه السلسلة ورفاقه.
هذا التوقف، يدفعنا إلى القيام بتقييم أولي لحلقات هذا المسلسل، الذي انتظرته الكثير من الأسر المغربية من أجل تقديم نموذج متميز للأطفال الصغار، يحافظ على أخلاقهم وقيمهم، ويلقنهم مبادئ الاحترام والأدب وحسن المعاملة، كما ينمي ملكاتهم الإبداعية ويقوي شخصيتهم بمزيد من العزيمة والشجاعة والإقدام، ونظرا لأن التلفزيون المغربي خارج السياق دائما، فكل ما يقدمه للأطفال من برامج يقتصر على صبيحة يوم الأحد، التي تمر كل فقراتها في اللعب والمرح والترفيه، في غياب أي برامج تربوية وتثقيفية، بينما تقتصر باقي أيام الأسبوع، على ساعة من الرسوم المتحركة، نصفها رسوم فرنكفونية بالنسبة للقناة الثانية ''دوزيم''. وتجدر الإشارة، إلى أن أخر تقرير لقياس نسب المشاهدة بالمغرب والذي تعده ''ماروك ميتري''، أكد أن 65% من المشاهدين المغاربة المتراوحة أعمارهم بين 5 و15 سنة، يتابعون القنوات الأجنبية (قنوات الأطفال)، مقابل 34% فقط يتابعون القنوات الوطنية، نظرا لأن الأطفال بالمغرب يجدون غايتهم في قنوات الأطفال الأجنبية والعربية على الخصوص، طالما أنها متوفرة في كل كل وقت وحين.
وقد استبشر العديد من الآباء بعد إعلان قناة ''الجزيرة للأطفال''، عن شروعها في بث حلقات المسلسل الذي يمثل شراكة قطرية-ماليزية أثمرت إنتاج مسلسل ''صلاح الدين البطل الاسطورة'' بتقنية ''ثلاثي الأبعاد''، والذي استغرق العمل فيه أكثر من 3 سنوات، باحترافية شديدة وبعنصري إثارة وإبهار مميزين، قبل أن يفاجؤو بكون هذا المسلسل ليست له أي علاقة بالشخصية التاريخية ''صلاح الدين الأيوبي''، فكيف يقنعون أطفالهم بأن بطل رسوم ''صلاح الدين'' الذي يتابعونه كل جمعة ليس تجسيدا للقائد الإسلامي ''صلاح الدين الأيوبي'' مححر الأقصى وصاحب البطولات التاريخية على الصليبيين.
بعد ذلك، سيتلقى الآباء صدمة ثانية، بكون مسلسل الرسوم ''صلاح الدين البطل الأسطورة'' قد شرع في هدم بعض القيم والتصورات التي ترغب كل أسرة مغربية أن تزرعها في أبنائها، والتي قدمتها حلقات هذا المسلسل بطريقة مؤثرة تجذب تعاطف المشاهدين ورضاهم.
بر بالوالدين وطاعتهم: وتمثل النقطة الأشد خطورة في هذا المسلسل، حيث ظهر صلاح الدين (الشخصية المركزية في المسلسل) على أنه شاب لا يطيع والديه ولا يبر بهما، فقد رفض البقاء بمدينة دمشق للدفاع عن حرمتها وحماية أهاليها، مفضلا السفر بعيدا ليعيش ما أسماه بـ''المغامرات'' متلاوحا بين مكان وآخر، كما يظهر صلاح الدين في إحدى الحلقات، وهو يتحدث بطريقة غير مهذبة مع جده وجدته، ويفضل الانعزال لتلميع سيفه على البقاء معهما.
الحب والغرام: عمد مؤلفوا المسلسل إلى إدخال عنصري الحب والغرام في علاقة صلاح الدين مع إحدى الفتيات العربيات المدعوة ''أنيسة''، حيث بدا من أول حلقات المسلسل أنه يسير كغيره من المسلسلات على السيناريو المألوف بإدخال قصة غرام في أحداث القصة.
كما تجسد إحدى الحلقات المعنونة بـ''الشبح''، كيف أن صلاح الدين قابل في الشارع فتاة عربية أخرى منقبة يبدو عليها الخوف، فيأخذها معه إلى شقته التي يسكنها بمفرده، ويبدأ صديقاه على إثر ذلك في التغامز وتوجيه التحية لصلاح الدين على اختياره لهذه الفتاة الجميلة، في مشهد يثير الحرج ويخدش حياء الكبار قبل الصغار.
تشويه صورة العرب: وتجلت في تصوير هذا المسلسل للعرب بأوجه قبيحة وخالية من المعنى، فكل ما ظهر في الرسوم هو أشخاص باوجه شاحبة منغمسون في أعمالهم دون أن تكون بينهم أي صلة أو تعاون، وكانهم غرباء على بعضهم البعض، كما لم يسلم الأتراك من نفس الإساءة، حيث ظهرت الشخصيات ذات الملامح التركية على أنها شخصيات مستغلة وهدفها الربح فقط.
غياب كلمات الشكر ومشاهد التعبد: بالكاد يمكن أن يسمع المتابع لحلقات هذا المسلسل بعضا من كلمات الشكر والحمد والجزاء، كما لم تظهر في المسلسل أي من مشاهد التعبد، أوحتى التوجه إلى الله في الأزمات والشدائد، وكأن شخصيات المسلسل ليست مسلمة أو في بلد إسلامي.
أبوبكر لمغاري عن موقع جريدة التجديد
10/1/2011 | |
|