تزوجت دون موافقة والدي... أتمنى لو يرضى عني أبي

السؤال:

أنا امرأة متزوجة وأم لطفلة الأمر عادي، نعم لكن غير العادي هو الطريقة التي أصبحت بها أما وزوجة، سيدي المستشار أنا كنت فتاة ككثير من الفتيات تأمل في الإلتقاء بفارس الأحلام ، هذه الأمنية حصلت والتقيت بفارس الأحلام هذا وعشت في ظل علاقة مع هذا الشاب لمدة دون معرفة أهلي، وبعد مدة توطدت العلاقة وقرر هذا الشاب خطبتي من أبي، لكن ما لم يكن بالحسبان أن أبي رفض بدعوى حفاظه على شرفه بعد معرفته بالعلاقة التي كانت تربطني به، فقام بضربي ورفض تزويجي من فارس أحلامي، انتظرت لمدة غير طويلة ثم قررت الهرب لبيت عائلة فارس أحلامي، وعاملني أبوه كإحدى بناته وقام بتزويجي من بولده وذهب المرة تلو المرة يطلب رضى أبي عن هذا الزواج لكن أبي رفض وقال بأن ليس له بنت أصلا.

بعد مدة ليست بالطويلة وبعد عيشي في بيت عائلة زوجي تعرضت للإهانة والتعامل غير الجيد من أم زوجي وأخواته مما اضطرني للهرب للمرة الثانية، لكن هذه المرة من بيت عائلة زوجي إلى بيت أبي. فقبل أبي رجوعي بشرط طلاقي من زوجي، وأوكل محاميا وبدأ في هذه العملية، لكن خلال هذه المدة غير الطويلة علمت بحملي واتصلت بزوجي وقررنا الهرب مرة ثالثة، لكن هذه المرة معا و انتقلنا لمدينة كبيرة ليبحث زوجي عن عمل،-فقد كان عاطلا عن العمل لمدة خلال هذه الأحداث- المهم بعد اقتراب موعد وضعي وعدم قدرته على إيجاد عمل قار عدنا لبيت عائلته.

وولدت لكن أبي وعائلتي قرروا عدم مسامحتي على فعلتي واعتبروا الأمر لا يغتفر حتى أن أخي يهدد بقتلي، وأمي أتت لرؤيتي في المستشفى فقط .
سؤالي للمستشار الآن هو أن ضميري يؤنبني وأتمنى لو أن أبي يرضى عني خاصة وأن أب زوجي والجيران تدخلوا أكثر من مرة ليسامحني أبي على فعلتي؟

سميحة ه

جواب المستشار الدكتور محمد سالم إنجيه

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا ومرشدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أختي سميحة، شكر الله لك اختيارك لموقع الإصلاح لتعرضي ما ألممت به، وفرج الله كربتك، ووفقنا لبيان ما يعينك على تجاوز مشكلتك.

أولا : استغفري ربك على ما بدر منك تجاه والدك، واسألي الله أن يعينك على بره، وتحصيل رضاه، واعلمي أنك قمت بأعمال مركبة متكررة كان بالإمكان عدم الوقوع فيها، لكن قدر الله وما شاء فعل.

ثانيا : لا تقنطي من رحمة الله واطلبي بر الوالدين والاحسان إليهما، وادعمي جهود والد زوجك في التواصل مع والدك، من خلال طلب تدخل الأقارب أو من تثقين في حسن تأثيره على الوالد من أصدقائه وأهل وده، فضلا عن أهل العلم بمدينتك ممن يمكن يؤثروا عليه ويحملوه على القبول بالأمر الواقع ...

ثالثا : ينبغي أن تتحيني الفرص للتواصل مع والدتك وكسب ودها والمبالغة في الإحسان إليها، ودفعها لتقنع الوالد بالتراجع عن موقفه، واستعيني بالصبر والصلاة، واجتهدي وزوجك في التوجه إلى الله تعالى بالدعاء وإحسان الطاعة له سبحانه في خاصة نفسيكما...

ومن المهم أيضا أن تعتني بعلاقتك بزوجك، والتعاون معه للحفاظ على استقرار بيتكما، وفقك الله لتجاوز ما أنت فيه، و لا تغفلي عن صداقة نساء صالحات في مدينتك والانتفاع بعلمهن وسلوكهن والاستشارة معهن في سبل تحصيل بر الوالدين.

وليكن في علمك أن الله عز وجل طلب منا الإحسان للوالدين في قوله سبحانه وتعالى : " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا " سورة الإسراء 23.

ومن لطف الله تعالى بنا أنه لم يلزمنا بحصول الرضا، لأننا قد نرى مصلحة للوالدين خاصة أثناء تمريضهما وهما يتضايقان منها، وقد يعبران عن سخطهما؛ لذلك يقول بعض أهل العلم : إننا معفيون من المحاسبة على عدم رضاهما المتصل بطباعهما، لذلك بالغي في صور الإحسان والبذل والإكرام والتواصل؛ فطالما استعبد الإنسان إحسان، والقلوب بين يدي الرحمان يقلبها كيف يشاء.

والسلام.

د/ محمد سالم إنجيه
عدل بنفوذ محكمة الإستئناف بالعيون
توثيق العقود وقسمة التركات
مستشار أسري